samedi 23 février 2013

تاريخ المخيمات الصيفية بالمغرب و أنواعها

.إن قطاع المخيمات الصيفية ومراكز الاصطياف بالمغرب لا زال لم يحظ لحد الآن باهتمام الدارسين والباحثين بالنظر على المسيرة الطويلة التي قطعها و لازال يقطعها بعزيمة قوية لا تلين منذ عقد الأربعينيات إلى اليوم، إنه قطاع له أهميته التربوية والاجتماعية البالغة، وكذا ارتباطه العميق بالمجتمع المغربي، حيث يلعب دورا طلائعيا هاما في رعاية الطفولة والشباب، كما يعكس هذا القطاع ببنياته وطموحاته ومكاسبه صورة واضحة المعالم للواجهة الأمامية للتحولات التي عرفها التنشيط السوسيو ثقافي ببلادنا.

وتولي وزارة الشبيبة والرياضة وخاصة مصلحة المخيمات الصفية ومراكز الاصطياف عناية كبرى بالمخيمات الصيفية التابعة لها سواء تعلق الأمر بتوفير كافة الإمكانيات والمستلزمات المادية والبشرية لتخييم الأطفال في أحسن الظروف أو فتح المجال لتكوين أكبر عدد من أطر الجمعيات والقطاعات المهنية المهتمة بتقنيات التنشيط رغم الصعوبات والعوائق التي تنصب بالخصوص في المجال المادي والبشري وكذا ضعف أو عدم مواكبة التشريعات المنظمة للقطاع.

الفترات التاريخية لظهور وتطور المخيمات الصيفية بالمغرب:

لم يعرف المغرب قبلا تنظيم أي نشاط بمفهومه التربوي الحديث حتى سنة 1940 التي تعتبر بداية ظهور جماعات الاصطياف ومصلحة مخيمات الشبيبة والرياضة على يد الحماية الفرنسية التي كانت باسطة نفوذها على المغرب حيث كانت تقام مخيمات في معسكرات للجيش بعد أن تم تحويلها إلى أمكنة لاستقبال الأطفال، وكان وراء ظهور هذه الجماعات والمخيمات ثلاثة أهداف هي:

دوافع سياسية: لإبعاد الأطفال والشبان الفرنسيين عن أخبار الحرب العالمية الثانية التي بدأت بشائرها تلوح في الأفق الدولي، والحفاظ عليه في أماكن نائية بعد ما تعذر قضاء عطلهم في فرنسا التي كانت تعد طرفا رئيسيا في هذه الحرب المدمرة.

دوافع اجتماعية: خلق ظروف ملائمة للأطفال بالتخفيف عنهم بشتى الوسائل بسبب تواجد أوليائهم في جبهات الحرب

دوافع دينية: لقد نشطت الكنيسة الكاثوليكية في اغتنام فرصة هذه الحرب ليقيم رهبانها مراكز للاصطياف هدفها الأساسي التكوين الديني في كل من سيدي فارس ومركز تافوغالت ومركز تيومليلين.

بعد نهاية الحرب اهتمت إدارة الحماية بتنظيم ميدان التخييم لفائدتها فأحدثت بموجب هذا التنظيم مخيمات جديدة وظهرت تنظيمات كشفية فرنسية وبعض الجمعيات التطوعية منحت لها عملية الإشراف والتوجيه والتكوين، وساهمت مجموعة من الفرنسيين الأحرار في وضع أسس التخييم من خلال مجموع الإجراءات والتشريعات والقوانين مثل القانون الصادر في 8 أبريل 1941، والمتعلق بتنظيم بعض المؤسسات المختصة والذي وقع تغييره وتتميمه في أبريل 1942، وكذا في 28 ماي 1943، ولم يكن يستفيد من هذه المخيمات بطبيعة الحال سوى أبناء الفرنسيين واليهود ونسبيا أبناء الأعيان المغاربة، كما كانت الاستفادة محدودة في الزمان والمكان وفي هذا السياق ظهرت مجموعة من المبادرات قامت بها بعض القطاعات المهنية كالبريد والفوسفاط والسكك الحديدية والطاقة الكهربائية الذين يتوفرون على إمكانيات مادية واسعة ومهمة فأقاموا مراكز الاصطياف لأبناء الموظفين والعمال جزاء للأعمال التي قام بها آباؤهم وذلك على غرار ما هو موجود في فرنسا، وموازاة مع ذلك كانت إدارة الشبيبة والرياضة لا تتوفر إلا على بعض المخيمات بمنطقة أزرو وأكادير ومراكش وتازة ووجدة كانت تجهيزاتها تتسم بالبساطة على النحو التالي:

شاليات متواضعة من حيث البناء

خيام بسيطة.

أفرشة مملوءة بالتبن ومغلفة بالخيش

مطابخ متوسطة ووقتية. مرافق صحية في الهواء الطلق(حفرة محاطة بالخيش)


نقل الأطفال يتم بواسطة الشاحنات والعربات.

نقل المواد بوسائل تقليدية.عندما وضعت الحرب أوزارها بدأت تنظيمات الشبيبة الفرنسية واليهودية في استعمال المخيمات التابعة للشبيبة والرياضة كأزرو وتازة والرباط والتي تم توسيعها لتزايد الاهتمام بهذا الميدان وتم رفع حمولتها، وأصبح عدد المخيمات يتضاعف بالتدريج .

وفي هذه الفترة بدأ السماح وبصفة محدودة لبعض الأطفال و الشبان المغاربة بالمشاركة في المخيمات عن طريق المؤسسات التعليمية الخيرية وبعض التنظيمات الكشفية والرياضية والمدارس الحرة حيث رأت مجموعة من الشباب المغاربة إمكانية قطع الطريق على السياسة الاستعمارية المحتكرة لهذا النشاط وذلك بالعمل الدؤوب على نشر الوعي التربوي الوطني داخل الأوساط المحلية، فكان هؤلاء الشباب - رغم قلة عددهم – النواة الأولى لوضع أسس التعريف بالمخيمات وتحديد الأهداف التربوية


لذا القطاع وتنظيم بعض التداريب التكوينية باللغة العربية التي عرفت إقبالا منقطع النظير من طرف الشبيبة المغربية، وفي سنة 1949 – 1950 بدأ عدد الأطفال المغاربة يتزايد ليصل إلى نسبة تدعو للارتياح رغم اقتصارها على بعض المدن المغربية.

وقد قطعت هذه الخطوة الأولية الطريق أمام الاحتكار الأجنبي حيث كان من نتائجها ما يلي:

التواجد الفعلي والمنظم والحماسي والمكثف للأطر المغربية الشابة.

إذكاء روح العمل التطوعي والمنظم لدى الشباب.

تشجيع العائلات بالسماح لأطفالهم بالذهاب إلى المخيمات وتوعيتهم بالدور الذي تقوم به في التوجيه والترفيه والترويح.

الإعلان الواضح عن السير في الخط الملتزم بقضايا ومقومات البلاد مع إتاحة الفرصة للشباب بالاحتكاك والارتباط فيما بينهم من أجل الوعي بالقضايا المصيرية للبلاد

أصناف المخيمات مراكز الاصطياف:

تتوفر وزارة الشبيبة والرياضة على شبكة مهمة من المخيمات ومراكز الاصطياف القارة والحضرية تنتشر في عدد من العمالات والأقاليم، ويمكن تصنيفها حسب طبيعة النشاط والوظائف التربوية.

مخيمات شاطئية وجبلية قارة تشغل الخيام للإقامة وممارسة أنشطة تربوية وثقافية وترويحية ( شبكة الأطلس المتوسط.... إلخ )

مراكز الاصطياف بالجبل أو الشاطئ توظف البنايات أو الشاليات في تنظيم أنشطة مماثلة ( طماريس – الهرهورة – أصيلة – السعيدية – أصيلا... إلخ )

مخيمات حضرية تستضيف الأطفال طيلة اليوم فقط.

وبالنسبة للمخيمات ومراكز الاصطياف المبرمجة لاستقبال الشباب والأطر على مدار السنة يمكنها استيعاب الأنشطة التالية:

مخيمات للاصطياف والراحة صيفا.

مخيمات شتوية قصيرة المدة.

تداريب تكوينية وإخبارية.

مهرجانات وتجمعات دراسية.

حلقات دراسية خرجات منظمة.

المخيمات القارة:

تتوزع على شريط شاطئي من السعيدية / طنجة شمالا إلى الداخلة جنوبا، وعلى امتداد سلسلة جبلية ذات طبيعة متميزة، مفتوحة في وجه الجمعيات والمنظمات الوطنية والمحلية والمؤسسات الاجتماعية والجماعات المحلية، والعمل المباشر، تشتغل أثناء

موسم الصيف، وبعضها قابل للتخييم خلال فصلي الربيع والشتاء والعطل القصيرة، إضافة إلى التكوين.
المخيمات الحضرية:

هي التي تستقبل الأطفال من المدينة الواحدة طيلة اليوم فقط، تنتشر هي الأخرى في أهم المدن المغربية، وقد تم إحداثها أساسا لتخفيف الضغط على المخيمات القارة، ولتوسيع دائرة الاستفادة لتشمل أكبر عدد من الأطفال، على أن أمر تنظيمها وتدبيرها وتنشيطها يرجع إلى شراكة بين الوزارة والجماعات المحلية.

مراكز الاصطياف القارة:

كما تتوف الوزارة على مراكز للاصطياف جلها قائم على الشاطئ في مستوى استقبال الجماعات موسميا أو على مدار السنة لما تضمه من تجهيزات وبنيات للإقامة والتغذية والخدمات العامة ( طماريس – أصيلة – عين السبع – هرهورة...)

إلى جانب مراكز أخرى تستعمل كمؤسسات لتكوين الأطر تبرمج الوزارة فيها مجموعة من التداريب والملتقيات الدراسية خلال عطلتي الصيف والربيع، لإنعاش الأنشطة التربوية الرسمية والجمعوية في عدة جهات تعرف تواجدا مكثفا للجمعيات المهتمة، وبإمكان الجمعيات والقطاعات الاستفادة من خدمات المراكز المهيأة مقابل مساهمة مالية حسب نوع الخدمة.

شروط إحداث المخيمات ومراكز الاصطياف:

لا يتم إحداث أي مؤسسة للتخييم والاصطياف إلا بقرار من وزير الشبيبة والرياضة، يصدر بعد توفر الجهة الراغبة في الإحداث على الشروط التالية:

تقديم طلب بالإحداث إلى وزير الشبيبة والرياضة مصحوبا بالوثائق التالية:

رسم هندسي يوضح المرافق المتوفرة ومقاييسها مصادق عليها من طرف قسم الهندسة البلدية أو العمالة أو الإقليم.

شهادة من المصالح الصحية تثبت صلاحية المرافق وحمولتها وملاءمة الجوانب الصحية للنشاط المزمع تنظيمه.


عقد تأمين الأطفال والأطر.

البرنامج العام للأنشطة المزمع إقامتها.

وجود المخيم في موقع لائق من الناحية المناخية.

اتصال المخيم بالشبكة الطرقية العمومية والإنارة والماء الشروب.

المستفيدون:على وسائل الاتصال ( البريد والهاتف...)

المستفيدون :

يستفيد من نشاط التخييم الجمعيات ومنظمات الشباب والمؤسسات العمومية والشبه العمومية والخاصة التي تهتم بتنظيم مخيمات لصالح الأطفال المتراوحة أعمارهم بين 10 و 14 باستثناء الحركات الكشفية، وكذا أطفال الجالية المغربية بالخارج وأطفال الدول الشقيقة والصديقة في إطار اتفاقيات التبادل التربوي والثقافي.
شروط كيفية الاستفادة:

تقدم الجمعيات والهيآت الراغبة في الاستفادة من التخييم طلباتها إلى المصلحة المعنية بوزارة الشبيبة والرياضة مدعمة باستعداداتها المادية والتربوية:

أن تتعهد بتوفرها على التغذية الكافية لغير الممنوحين وتغطية نفقات التنشيط والنظافة واليد العاملة والخدمات خلال فترة التخييم.

أن تتوفر على برنامج تربوي هادف (مصادق عليه).

أن تكون في وضعية قانونية وتتوفر على ملف قانوني بالوزارة.

أن تلتزم باحترام مقتضيات النظام العام لسير مراكز التخييم.

أن تلتزم بمقاييس التأطير التربوي المتعارف عليها

أن تخضع للمراقبة التربوية والمادية.

أن تصرح بجميع البرامج والأنشطة والإحصائيات والأغلفة المالية المعتمدة لتسيير المخيم.

أن تلتزم بالمشاركة في الأنشطة المشتركة والمناسبات الوطنية والدينية التي تنظم بالمخيمات ومراكز الاصطياف.

أن تلتزم بمواقيت السفر ذهابا وإيابا بناء على تصميم النقل الذي يحدد الوسيلة المستعملة والأعداد المرخص لها.

أن تحترم العدد والسن المرخص به.

أن تتوفر على أوراق السفر الجماعية والفحوصات الطبية الخاصة بالجماعة بما في ذلك الأطر والعمالة ( مؤشر عليها من الجهات المختصة ).
فتح المخيمات ومراكز الاصطياف:

تفتح المخيمات الصيفية ومراكز الاصطياف القارة والحضرية التابعة لوزارة الشبيبة والرياضة بقرار وزيري.

تسلم لجميع الجماعات المقبولة بمراكز التخييم رخص القول ولا يمكن قبول أي جماعة بأي مركز إلا بحصولها على رخص القبول.

التأطير والتكوين:

يشكل التأطير أهمية قصوى في التسيير والتدبير والتنشيط حيث يلعب دورا أساسيا في بلورة هذه الأهداف وصياغتها في مشاريع قابلة للتطبيق يرقى إلى تحقيق نتائج ملموسة على المدى القريب والمتوسط والبعيد.


التأطير مركزيا:

يعين الإطار المركزي لمركز التخييم بكافة أصنافه من بين الأطر المتخصصة التابعة لوزارة الشبيبة والرياضة، شريطة أن تتوفر على التكوينات الخاصة بتأطير التخييم التربوي، وتتحدد حسب حمولة كل مخيم وذلك على الشكل التالي:

رئيس المخيم / نائبه / مقتصد عام / حيسوبي / مكلف بالأدوات / مكلف بالأشغال العامة / إطار صحي / منشطون حسب الحمولة ( تربويون، رياضيون مكلفون بالخدمات...


يتكلف الإطار المركزي بالسهر على توفير أسباب السلامة والصحة والعمل التربوي الجاد، وإيجاد وسائل التدبير والحماية والرعاية بالإضافة إلى القيام بالسهر على تنفيذ التعليمات المنظمة للحياة التربوية داخل مراكز التخييم بكل أوجهها المادية والأدبية والقيام بالتوجيه والتتبع التربوي للجماعات المخيمة.



التأطير فرعيا:

يتطلب تأطير الجماعات المخيمة التوفر على أطر مكونة في مجال التخييم وتتكون من مدير المخيم ( يجب أن يكون حاصلا على دبلوم مدير المخيمات ومراكز الاصطياف ) ومقتصد ( حاصل على دبلوم مدرب على الأقل ومجتاز لتدريب الاقتصاد)، ومربون مجتازون لتداريب أقلها التدريب التحضيري، ويتكلف الطاقم الفرعي بالرعاية المباشرة لجماعة الأطفال تحت إشراف وتتبع رئاسة المخيم وبمهام البرمجة والتنشيط والتواجد باستمرار مع الفرقة

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire